حياة جديده في هولندا

حياة جديده في هولندا
دورات في تعلم اللغة الهولندية للجميع

الرجوع الي الموقع الرئيسي

الرجوع الي الموقع الرئيسي
انقر علي الصورة من فضلك
Custom Search

الخميس، 7 أبريل 2011

مشكلة المياه مع اثيوبيا منقول من موقع جريده الفجر



بدت بحيرة تانا صفحة عريضة من المياه الهادئة الخالية من مغص الأمواج وتشنجها.. وعندما سقطت علي سطحها أشعة الشمس المتوارية وراء سحب كثيفة تغير لونها من الأزرق إلي البرتقالي.. في مشهد ساحر.. جلست أتأمله من وراء زجاج غرفتي في الفندق المطل عليها.الفندق اسمه كرمنتو.. مبني علي طريقة بيوت الغابات الاستوائية.. وإن كان يوفر لنزلائه كل سبل الراحة.. بما في ذلك مساج الاسترخاء الذي تؤديه ببراعة فتيات يتمتعن بخبرة كافية.
لكن.. المشهد الساحر سرعان ما ينقلب إلي مشهد رعب فور أن يحل الظلام.. فلا تستطيع أن تتبين الوجوه السمراء التي تطرق بابك وسط العتمة.. وما يضاعف من الرعب صوت الأمطار الغزيرة التي لا تكف عن الخروج من رحم السماء في هذا الوقت من السنة.. وقت الصيف.. وإن كانت هذه الأمطار هي التي تجبر الأنهار علي الفيضان والهجرة بالمياه المتراكمة عبر أثيوبيا والسودان إلي مصر.
إن قطرة المياه التي تصل إلينا تقطع نحو 4800 كيلومتر وهي مسافة طويلة تعرضها للسرقة والنهب وقطع الطريق بما قد يحرمنا منها في المستقبل القريب أو البعيد.. وهذا هو سر رحلتي الخطرة إلي منابع النيل.. أن أشهد ميلاد المياه التي تمنحنا الحياة.. وأبحث عن محاولات سرقتها مبكرا.
لقد أقيمت سدود متتالية لحجزها.. لكن.. الحكومتين المصرية والأثيوبية تؤكدان أنها سدود لتوليد الكهرباء.. لن تؤثر علي ما يصل إلينا من مياه.. ولو افترضنا أن ذلك التبرير مريح وصحيح فما هو الحال في الدول الكبري والصغري (مثل الصين والسعودية وإيران وإسرائيل وهولندا) التي استأجرت ملايين الأفدنة (مقابل دولار للفدان في السنة) لزراعتها بمحاصيل تحتاج مياه كثيفة ومجانية (مثل الأرز والقمح وقصب السكر) وهو ما قد يؤثر في نصيبنا من المياه ويجعلنا في مواجهة مع تلك الدول وليس مع أثيوبيا وحدها. هنا سنجد استهانة أيضا من المسئولين المصريين الذين يرون أن أثيوبيا لا تحتاج المياه الفائضة عن حاجتها وأن الدول الأجنبية التي جاءت لزراعة أراضيها الشاسعة والخصبة بتلك المياه لن تنجح فيما تسعي إليه للعجز في العمالة الزراعية المدربة في بلاد يعيش غالبية سكانها علي الرعي.. لكن.. هؤلاء المسئولين ينسون أن زراعة المساحات الشاسعة سهلة بآلات الحرث والبذر والحصد.
إن هناك 13 مزرعة ورد بلدي لهولندا و26 أخري لإسرائيل تدار الواحدة منها بثلاثة خبراء فقط.. ولا يحتاج المليون فدان التي تزرعها إيران قمحا إلا لعشرين مهندسا زراعيا.. ولكن.. إلي جانب ماكينات زراعية عملاقة تقوم بغالبية العمل الصعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

r