إعادة تدوير القمامة
منقول من : مجلة شبكه الاعلام العربية
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=379350
لهنّ- مروة فتحي
د. طارق حسين - خبير البيئة الدولي – وضيف الحلقة تحدث عن القيمة الحقيقة للقمامة, فأوضح أنها تختلف بحسب طبيعة المنطقة المأخوذة منها , فإذا كان المستوى الاجتماعي مرتفع فتحتوي على كميات من البلاستيك ,والخشب, والعكس إذا كان المستوى الاجتماعي منخفض فيكون استغلالها أقل .
تدوير القمامة
وتحدث أن هناك نوع من – التدوير- يحدث بالقمامة بنسبة 100% وما يظهر منها يكون له احتياج ,فالزجاج والخشب يعاد استخدامه مرة أخرى لأن القيمة الحقيقة لها تكمن في إعادة صنعها مرة أخرى مشيراً في حديثه إلى أن طن الزبالة في القاهرة يتكون من 65 % مواد عضوية تمثل بواقي الخضروات والفاكهة والخبز وزبالة المطبخ , و15% ورقاً, و3% زجاجاً ,ونفس النسبة بلاستيك وقماش ,و1% عظماً ومثلها معادن , و9% مواد أخرى, وهو الأمر الذي يجعل قمامة القاهرة من أغنى أنواع الزبالة في العالم.
وحول إعادة تدوير القمامة أشار د. سيد القمني – أستاذ مساعد للأمراض المهنية بجامعة عين شمس – إلى وجود تلك الثقافة في الخارج عن مصر, ففي الدول الأخرى يوجد صندوقان للقمامة ,إحداهما لوضع البلاستيكيات والمواد الصالحة للتدوير وأخرى للقمامة العادية, إلى جانب أن تلك الثقافة تكون مغروسة في الأطفال .
موضحاً في حديثه أن مصانع البلاستيك والخشب والورق يدخل في إنتاجها كمية كبيرة من إعادة تصنيع المخلفات, فالورق والكرتون يدخل في 12 منتج مثل الملابس وغيرها من الصناعات الأخرى, وإذا نميت تلك الثقافة لدى المواطن سيختلف تماماً ,كما أن التدوير يؤدي إلى التقليل من اعتماد المصانع على المواد الطبيعية كخامات أساسية لمنتجاتها ,مما يؤدي إلى التقليل من استنزاف تلك المواد.
ومن الفوائد البيئية والاقتصادية في تدوير النفايات التقليل من تلوث البيئة, نتيجة التخلص من النفايات عن طريق الدفن أو الحرق,تقليل الاعتماد على استيراد المواد الأولية, توفير فرص صناعية جديدة لأصحاب رؤوس الأموال وتوفير فرص عمالة جديدة, وتوفير الطاقة, ومن أهم الصناعات التي تعتمد على النفايات المنزلية, السماد العضوي والورق والزجاج والحديد والألمونيوم واللدائن والخشب .
وقد أشار د. حسين إلى وجود مشكلة حقيقة تواجه العاملين في هذا المجال ,وهي أن بعض المسئولين عندما يعلموا بقيمة هذه النفايات لا يعطوا للشركات المقابل المادي اللازم, لذلك فيكون ضئيل وبالتالي من يؤدي هذه الخدمة يحصل على راتب ضعيف جداُ .
موضحاً أن الورق كمخلفات عندما يتم تجميعه ليصل إلى عدة أطنان يكون ذات قيمة حقيقة ,كذلك القمامة الناتجة من الفنادق تكون مرتفعة الثمن ,لأنها تتكون من بلاستكيات وعلب كولا وغيرها من المعادن, إلى جانب أن هناك عقود تقول أن القمامة ملك للجهة التي تؤدي الخدمة .
آثار سلبية
بينما تحدث د. القمني عن الآثار السلبية للقمامة مشيراً إلى خطورتها على صحة الإنسان ,فهناك بعض مصانع تستخدم المخلفات بشكل غير آدمي فتأخذ النفايات وتصنع منها لعب الأطفال وتكون ملوثة بمواد سامة ,كذلك هناك من استغلوا مخلفات المستشفيات وأعادوا تصنيعها في حفاضات الأطفال والنساء وتباع بأسعار زهيدة الثمن على الأرصفة , كذلك يتم تصنيع أربطة الضغط وتباع أيضاً بأسعار رخيصة بعيداً عن الصيدليات, بما يضر بصحة الإنسان إلى جانب الأكياس البلاستيك التي تدخل في كل شيء حتى حفظ الأطعمة وهى من أخطر الأشياء .
وأشار إلى بعض العادات السيئة التي تستخدم للتخلص من القمامة مثل الحرق المفتوح وهى كارثة بيئية ,إلى جانب حرق قش الأرز وهو مسئول عن 40% من السحابة السوداء , وكذلك الأبخرة الناتجة من ذلك تؤثر بشكل سلبي على جلد الإنسان, وتصيب الرجال والنساء بالعقم بجانب أنواع الأمراض السرطانية المختلفة .
ومن الجدير بالذكر أن إعادة تصنيع النفايات يعتبر الحل الأمثل للتخلص منها بيئياً ,ويعود بالنفع الاقتصادي عند توفر رأس المال والتكنولوجيا والأيدي العاملة المدربة, ومن فوائد تدوير النفايات بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة من التلوث,تخفيض ميزانية عقود النظافة, خلق فرص استثمارية بسبب توفر المواد الخام ,صنع منشآت صغيرة ومتوسطة الحجم, وإحلال بعض المنتجات البديلة مثل منتجات لدائن بدل الخشب, كما أن معظم تكاليف تشغيل برنامج الفرز من المصدر ناتجة عن تجميع النفايات المفروزة وتشغيل مركز الفرز.
واختتمت الحلقة بطرح أفضل السبل لتدوير النفايات عن طريق إنشاء مراكز تجميع بالأحياء السكنية, وذلك باستقطاع مساحة صغيرة من الحدائق في الأحياء و تكون مجهزة لاستقبال المواد القابلة للتدوير وشرائها بسعر رمزي, وكبسها لتسهيل شحنها ,ووضع حاويات تجميع بالقرب من المراكز التجارية ,على أن يقوم أقرب مركز تجميع بتجميعها, مع إلزام المطاعم والمراكز الأخرى بإرسال المواد بعد فرزها لأقرب مركز تجميع.
للنسخة الانجليزية رجاء النقر هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق